أفلام ومسلسلات

أفلام عربية يجب عليك مشاهدتها (الجزء الثاني)

في هذه المقالة نقدم إليكم قائمة بأفضل الإنتاجات من الأفلام العربية، يجب عليك مشاهدة هذه الأفلام ولو لمرة واحدة.

أفضل الأفلام العربية التي يجب أن تشاهدها

محمود سامي
أفلام عربية يجب عليك مشاهدتها (الجزء الثاني)

أفلام

في الجزء الأول من هذه المقالة كنت وقد أخبرتكم على 10 أفلام من أفضل الأفلام العربية، وفي هذه المقالة سنتحدث عن 6 أفلام أخرى من أفضل الأفلام العربية على مر التاريخ والتي يجب أن تشاهدها ولو لمرة واحدة في حياتك دعني أذكركم في البداية بالقصة.

أثناء محادثتي مع أحد أصدقائي المهتمين جدًا بفن السينما، قام بمشاركتي معلومات مفصلة عن السينما الأمريكية ومن ثم تحدث عن السينما الفرنسية والألمانية والبريطانية والبلجيكية والنرويجية. لم يدخر جهدًا في الحديث عن أسماء مثل وودي آلان وإدجار برجمان وديفيد فيشنر وتارانتينو.

لاحظت أنه متعمق في معرفته بأعمال السينما الأوروبية، فقررت أنه من الواجب عليّ أن أستفيد من خبرته في السينما العربية، وخاصة السينما المصرية. على الرغم من أن لدي بعض الخبرة وشاهدت العديد من الأفلام العربية والمصرية، إلا أنه بالتأكيد سيكون لدى مثل هذه الموسوعة نقاط معرفة لم أكن على دراية بها من قبل أو يمكنها أن تضيف إلى معرفتي بالسينما.

فقمت بطرح سؤال له حول السينما المصرية، ولكن لم أتوقع أنه لا يعرف شيئًا عنها، وأنه لا يهتم بمتابعة إنتاجها. لم يكن هذا الإهمال ناتجًا عن سوء نية، ولكنه كان نتيجة لعدم الاهتمام أو ربما عدم التقدير.

بدأت في سؤاله عن أفلام يجب على أي شخص غير عربي أو مصري مشاهدتها، مثل "الحرام" و"بداية ونهاية" و"الكيت كات" و"زوجة رجل مهم" و"سواق الأتوبيس". ولكن للأسف، تبين أنه لم يشاهد أي من هذه الأفلام، على الرغم من أنه يعيش في نفس المحافظة التي أنا منها والتي أثرت في السينما المصرية والعربية بشكل كبير، فهناك مثلًا عاطف الطيب ورضوان الكاشف اللذان قدما أعمالًا رائعة.

لاحظت أيضًا أن العديد من أصدقائي المهتمين بالسينما لا يعرفون الكثير عن السينما المصرية، بل نادرًا ما تجد شخصًا مهتمًا بها بنفس القدر الذي يهتم به الأفلام الأمريكية أو الأوروبية.

هذا الواقع أثار في داخلي الحس القومي والنظرة الوطنية، والتي تحتاج إلى أقل من هذا الإهمال لتحفيزها وإثارتاهتمام الناس بالفن السينمائي المصري. قررت أن أقوم بخطوات لزيادة الوعي بالسينما المصرية وتعزيزها في مجتمعي، وإليك بعض الخطوات التي يمكنك اتباعها أيضًا:

  1. تعريف الأصدقاء والمهتمين بالسينما بالأفلام المصرية المعروفة والمخرجين المشهورين. يمكنك مشاركة قائمة بأفلام مثل "الحرام" لعبد الحليم حافظ، و "بداية ونهاية" لمحمد خان، و"الكيت كات" لمحمد سعد، و"زوجة رجل مهم" لهاني رمزي، و"سواق الأتوبيس" لمحمد صبحي.

  2. تنظيم مسابقات أو نقاشات حول السينما المصرية في الأوساط الثقافية أو المجتمعية. يمكنك طرح أسئلة حول الأفلام المصرية المعروفة والممثلين والمخرجين، ومنح الجوائز لأولئك الذين يظهرون معرفة واسعة بالموضوع.

  3. تنظيم عروض لأفلام مصرية معروفة في المسارح أو المساحات العامة. يمكنك الاستعانة بمجموعات سينمائية محلية أو مؤسسات ثقافية لتنظيم هذه العروض وجذب الجمهور.

  4. المشاركة في المهرجانات السينمائية المحلية والدولية والترويج للأفلام المصرية المشاركة فيها. يمكنك التواصل مع المهرجانات والاستفسار عن فئات الأفلام المصرية المشاركة وكيفية دعمها.

  5. الاشتراك في منصات البث المباشر التي تقدم أفلامًا مصرية والتشارك في مناقشات المجتمع عبر الإنترنت حولها. يمكنك الانضمام إلى منتديات أو مجموعات عبر الإنترنت التي تناقش السينما المصرية وتساهم في مشاركة المعرفة وتوصيات الأفلام.

من خلال هذه الخطوات، يمكنك أن تساهم في زيادة الوعي بالسينما المصرية وجذب المزيد من الأشخاص للاهتمام بها. قد تكون مفتاحًا لاكتشاف أعمال رائعة ومثيرة من السينما المصرية وتحفز المزيد من النقاش والاهتمام بهذا الفن الرائع.

إليكم الجزء الثاني من قائمة الأفلام:

1. إنت حبيبي – 1957

ما هو تعريف الفيلم الكوميدي؟

أعتقد أن تجتمع فيه عناصر الفيلم الكوميدي، وتتضافر ويتم الاعتماد على جميع هذه العناصر لتشكل حالة من خفة الظل والكوميديا المثيرة للضحك التي يحملها الفيلم.

لا أن ينصب الاعتماد الكلي على عنصر واحد، وتقف باقي العناصر موقف المكملات أو المثيرات للحدوتة.

في هذا الفيلم، نحن أمام سيناريو رائع من كتابة أحد أهم أعمدة السيناريو في هذا الوقت، إن لم يكن أحد أهم كُتاب السيناريو في تاريخ السينما المصرية ككل، هو السيناريست أبو السعود الإبياري كانت فكرة الفيلم كفيلة بتوليد العديد من المفارقات الكوميدية والمواقف المضحكة، فزادها سيناريو الإبياري خفة على خفتها وطرافة على طرافتها.

يحكي الفيلم عن فريد وياسمينا، أبناء عمومة ومضطران للزواج من بعضهما البعض بسبب وصية عمهما التي تشترط زواجهما مقابل استلام الميراث، مما يضطر والد فريد و والد ياسمينا إلى الضغط عليهما للزواج.

ولكن فريد مرتبط بنانا الراقصة والتي يتبين فيما بعد أنها طامعة في نقوده، وياسمين مرتبطة بسمسم مهندس البترول والذي ينتظره الثراء الفاحش عند خروج البترول من أرضه.

فيضطران بعد ضغط إلى الزواج الصوري لحين إتمام إجراءات استلام التركة ثم الطلاق ليذهب كلا منهما إلى من يحب.

يتم الزواج ويسافران إلى أسوان لقضاء شهر العسل، وشيئًا فشيئًا مشاعر الكراهية تتحول إلى مشاعر حب قوية.

ميزة هذا الفيلم كما أوضحت سابقًا أنه يستغل كل عناصر الفيلم لإطلاق الضحكات حتى ولو كانت هذه العناصر كومبارس أو شخصيات غير مؤثرة..

مثلاً في أول الفيلم يأتي بائع اللبن لأخذ 3 جنيهات مستحقة له عند عائلة والد فريد.. ويكونوا واقفين على مقربة منه رغم ذلك يخبروه أن يقول ما يريد بصوت مرتفع ظنًا منهم أن فريد سيستيقظ بهذا الشكل.

فيسأل صبري والد فريد زوجته: “معاكي 3 جنيه يابهيجة؟”

فترد بهيجة: “لأ..” وتسأل الخادم “معاك 3 جنيه ياعبدو؟”

فيجيب الخادم: “لأ” ويسأل بائع اللبن: “معاك 3 جنيه يابتاع اللبن؟”

المشهد كله من أوله لآخره مضحك جدًا..

وفي مشهد آخر تقوم ياسمين بتعريف فريد زوجها المؤقت، وسمسم حبيبها وزوجها المستقبلي ببعضهما قائلة: “دا فريد جوزي، ودا سمسم خطيبي”

مما يفقد سفرجي المطعم اتزانه ويتقدم للمدير قائلاً: “ممكن آخد أجازة؟”

فيسأله: “ليه؟”

“عايز أكشف على عقلي”

ويتتابع الفيلم في مواقف غاية في الفكاهة والكوميديا وخفة الظل، بإخراج متفهم جدًا ورؤية واعية لهدف الفيلم وهو الإضحاك من العالمي يوسف شاهين، وتوجيه ذكي للممثلين ربما نراهم للمرة الأولى بمثل هذا الآداء الاحترافي.

_ رغم تصريح جو بعدها بسنوات عن عدم رضاه عن هذا الفيلم معتبرًا إياه من الأفلام التجارية_
إلا أنني أعده واحدًا من أهم الأفلام الكوميدية التي أنتجت في تاريخ السينما.

وقد احتوى الفيلم على عدد من الأغنيات الرائعة أحبها جميعًا على المستوى الشخصي مثل: “ميكونش دا اللي اسمه الهوى” لشادية، و “أحلفلك متصدقشي” لفريد الأطرش، والأغنيات المشتركة بينهما مثل الأوبريت خفيف الظل والذي حُفر في ذاكرة الأجيال: “ياسلام على حبي وحبك” .. و “زينة والله زينة”

فيلم جميل وخفيف الظل يليق بشخصين يقتسمان أريكة واحدة ويفرغان ذهنهما في الـweekend من تعب الأسبوع الفائت وإرهاقه، بمشاهدة هذا الفيلم.

الوحيدون يمتنعون، يمكنهم مشاهدة أفلام ميلودرامية مأساوية مبكية.

2. إسماعيل يس في مستشفى المجانين -1957

سواء أحببت اسماعيل يس أم لم تحبه، فلا شك أنه واحد من أهم الممثلين الذين مروا من باب تاريخ السينما العربية، قد تختلف على موهبته وقدرته على الإضحاك، قد تختلف على طريقته وأسلوبه الآدائي والتمثيلي، أو نوع الكوميديا التي يقدمها.. لكن يظل اسماعيل يس واحد من أهم رواد الكوميديا في السينما المصرية.

أتذكر وأنا طفل مرة بكيت لأنني لم أجد اسم اسماعيل يس في تترات فيلم كان على وشك البدء.. وابتهجت عندما رأيت اسمه فجأة.

كان عرض أفلام مثل: حرام عليك، واسماعيل يس في الأسطول، والفانوس السحري، واسماعيل يس بوليس سري،…. وغيرها كفيلًا بأن تجعل هذا اليوم عيد قومي، يرقص الكل فيه فرحًا وابتهاجًا.

ربما كبرنا وأدركنا قليلاً أن الأمر كان يأخذ لدينا كأطفال أكثر من حجمه، وربما كان يناسب المرحلة العمرية لدينا..

إلا أن أدراكنا هذا لم يطل كل الأفلام مثل هذا الفيلم الذي نحن بصدده الآن، فيلم اسماعيل يس في مستشفى المجانين..

هذا الفيلم هو الكوميديا الصافية النقية المفلترة بدون مبالغة أو ابتذال، فرغم أن الفكرة وحدها ثرية أكثر من اللازم بما قد يفتح مجالاً للاستسهال والابتذال والاكتفاء بالفكرة وحدها والتداعي في استهلاكها وتحويل الأمر من مواقف مضحكة لسخافة وإسفاف.. حيث إن مستشفى الأمراض النفسية والعصبية بيئة خصبة لإخراج أكثر المواقف هزلاً وطرافة، لا سيما وأن عنصر المنطق والعقلانية متفق عليه سلفًا أنه منزوع وغير متوفر.. مما قد يجعل كل التصرفات والأفعال والسلوكيات للممثلين مغفور لها مسبقًا مما قد يجعل إحكام حبكة السيناريو صعبًا بسبب اندفاع السيناريست وراء الحد الأقصى من اللاعقلانية واللامنطقية، وربما زيادة عن اللزوم.. إلا إن السيناريست كان ذكيًا عندما قام بإحكام السيناريو جيدًا وإعطاء كل ذي حقٍ حقه دون إسراف في “الجنون” أو ابتذال لتصرفات وأفعال وأقوال “المجانين”

ليس هذا فقط، بل والدفع بمجموعة من الفنانين العظماء كعبد الفتاح القصري وزينات صدقي وعبد المنعم إبراهيم والخواجة بيجو والدكتور شديد ورياض القصبجي، مما جعل الفيلم مادة خام للكوميديا والضحك، وقد وصل الفيلم لهدفه وبلغ مبتغاه على أكمل وجه، ألا وهو الضحك ثم الضحك ثم الضحك

كنت مترددًا بشأن ضم الفيلم إلى قائمة الأفلام التي أنصح بمشاهدتها، لا لترددي بشأن الفيلم ذاته، لأني مقتنع بهذا الفيلم تمام الاقتناع ولكن هناك اعتقاد راسخ أن الفيلم يجب أن يكون كئيبًا ومغرقًا في الميلودراما حتى يكون قيّما ومهمًا..

وكأن الضحك في ذاته ليس شيئًا قيمًّا أو ذو أهمية، لكن لأننا شعوب تعشق النكد والكآبة – حتى أننا اخترعنا فنًا للبكاء على الميت اسمه التعديد، يتم فيها نظم أشعار في محاسن الميت وخراب الديار من بعده وتيتم الأطفال وانهيار الدنيا ومرارة الأيام – فإننا نعد الأفلام الكوميدية شيئًا غير ذي قيمة، وأن محبي الأفلام الكوميدية هم أشخاص تافهون.

المهم أنني كنت جالسًا في مقهى في انتظار أحد أصدقائي وكان هناك رهطًا من المسنين وأرباب المعاشات يسلون أوقات فراغهم الفسيحة في لعب الطاولة والنميمة، وكان هذا الفيلم يعرض على التلفزيون وكنت وحيدًا أدخن المعسل الدافيء، وأستمع للأغنيات عبر السماعة من هاتفي، إلا وأفاجأ بضحكات عالية مرتفعة صكت مسامعي رغم انشغالها بالأغنيات التي تخرجها سماعة اليد.. لأخلع السماعة فأجد أن هؤلاء المسنين يضحكون بفرحة حقيقية على أحداث الفيلم، أوقفت الأغنيات وأخذت أشاهد معهم لأجد أن الفيلم فعلاً حالة كوميدية حقيقية، وأنه من الأفلام التي يجب أن يشاهدها أي بائس أو مهموم للتفريج عن كرب نفسه.

الفيلم قام بإخراجه عيسى كرامة وهو من أعظم الأفلام الكوميدية التي أنتجتها السينما العربية، أنصح به بقوة وستضحك من قلبك.

3. بين السما والأرض – 1959

أفيش فيلم بين السما والأرض – 1959 هذا الفيلم عالمي بكل المقاييس، وعلى جميع الأصعدة، وعلى السبيل الشخصي واحد من الأفلام التي لا أمل من مشاهدتها مطلقًا، وأراها كل مرة كأني أراها لأول مرة.

هنا يتجاوز صلاح أبو سيف مسألة الاشتباك المباشر مع الواقع وإعادة صياغته، إلى تقديم رؤية جديدة للواقع غائصًا في أعماق الأوضاع البشرية المهترئة وكشف الستر عن فداحة الوضع الإنساني.

يبدأ الفيلم بعرض لقطات متتابعة تعبر عن وهج الصيف وحرارته، حيث إن الناس يعانون من السخونة والحرارة وهم بالخارج في الشوارع والهواء الطلق، فكيف سيكون الوضع لـثلاثة عشر فردًا داخل مصعد معطل وعالق بين طابقين؟

كيف اجتمعت كل عناصر المتعة في هذا الفيلم الرائع إلى هذا الحد؟

السيناريو!؟ ممتاز

الإخراج!؟ فوق الممتاز بكثير

الممثلون!؟ آداء رائع جدًا

تصوير وحيد فريد؟ عظيم

يقوم الفيلم على دمج عناصر المجتمع المختلفة واختزالها في مجتمع المصعد الضيق، بإدراج نماذج من المجتمع وجعلهم يتفاعلون في مساحة ضيقة، وماذا قد تفصح عنه أخلاقيات الزحام.. وكأن المصعد هو عدسة مكبرة، أو تسليط للضوء على عينة عشوائية من المجتمع، وليس المجتمع المصري فحسب بل المجتمعات الإنسانية بأكملها.. فممثلة، ولص، ومجنون، وسليل عائلة عريقة سابقًا، ورئيس عصابة، وخائنة، وفتاة محبة حالمة، وامرأة حامل، ورجل متدين، ومجنون، وخادم، ومتحرش،ورجل عجوز يسعى للزواج من فتاة صغيرة لتجديد شبابه… تضارب للرغبات وتباين في الثقافات وفروق في المستويات، والمطلوب التعايش لحين حل الأزمة!

يعلق المصعد بين طابقين بحيث يستحيل فتحه، ومن بداخله يكونون في منتهى التأزم والعصبية والغضب والنقمة، بينما من بالخارج.. باردون غير مكترثون بما يحدث، سواء كان حراس العمارة التي فيها المصعد أو موظف الشركة المسؤولة عن صيانة المصعد، أو حتى الطفل الذي يُرسلونه لاستدعاء المهندس من مباراة الكرة فيتلهى بمشاهدة المباراة وينسى مهمته الأساسية.. لا أستطيع أن أنظر للأمر نظرة التعبير عن شكل البيروقراطية في مصر!

بما يُفسَّر وجود أشخاص مأزمون مبتلون واقعون في أعتى المصائب، ومن بيدهم أمر تخليصهم لا يلقون عناية بالأمر!

اشتراك نجيب محفوظ في كتابة السيناريو ساعد في إحكام الشخصيات وإحكام رسمها بشكل مثالي، حيث على الرغم من المرور السريع على الشخصيات دون إمعان النظر في شخصية دون غيرها، بما يتناسب مع طبيعة الفيلم بكونه بطولة جماعية والمكان فيه هو محور الحدث.. إلا أننا لمسنا التمايز في الشخصيات بمنتهى الوضوح.

التضاد والتناقض أيضًا بين الشخصيات كان رائعًا، النشال الحقير رث الهيئة الذي يسرق من جيوب المواطنين الغلابة مقابل اللص الوجيه خبير الخزائن والذي يظهر على هيئته الاحترام والوقار، وكلاهما أمام الرجل المتدين الذي لا تنفرج شفتيه إلا بالاستغفار والدعاء برفع الغمة.
الرجل الذي يترك أسرته من أجل فتاة صغيرة لا تحبه بل تخضع لإجبار أمها عليه بسبب حالته المادية المتيسرة.. مقابل الفتاة الحالمة التي تسعى للقاء حبيبها الذي لم يوافق والدها على زواجهما مما دفعه لاتخاذ قرار الانتحار.. ونفس هذه الفتاة الحالمة المحبة في مقابل الزوجة الخائنة والصديق الخائن!

أما التضاد الرائع الذي صنعه الفيلم، بين الأرستقراطي المفلس الذي أداه ببراعة عبد السلام النابلسي لا سيما وأن الشخصية قد استفادت من آداءه التمثيلي (المبالغ فيه) في بعض الأحيان، والخادم الواعي والذي قدمه أيضًا الفنان عبد الغني النجدي بإتقان رائع.. فكلاهما يعبر عن طبقته.. الأول يعبر عن أنه (بِك) وله كل الاحترام بينما الثاني يعبر عن طبقة الخدم ولكن ليس من مقام انحناء وخضوع، بل من مقام اعتزاز وشعور بالمساواة.. حتى أنه يرد على الباشا كلمة بكلمة ودون حتى أن يكون الكلام موجّه له.. فحين يركب الأرستقراطي السابق، ويُطالب هو أن ينزل من المصعد لأنه آخر من التحق به، تجده يقول أن من المفترض من ينزل من المصعد هو الخادم لأنه ممنوع دخول الخدم.. تجد الخادم يتحدث دون اعتبار لشيء قائلاً بأن هذا “كان زمان” وأنه لا فرق بينهما بعد انتهاء عهد البكوية والبكوات والبشاوات، وتجده متهكمًا عليه في موضع آخر قائلاً: “لك صوتين في الانتخابات وانا ليا صوت واحد”، هذه الجملة الحوارية من أذكى ما جاء في الفيلم، حيث التأكيد على حق الانتخاب كرمز لعدم تسيد فئة على أخرى وكتجلي نموذجي للحكم الديمقراطي العادل الذي يساوي بين البشر، واستخدامه المفارقة عن التساؤل إن كان له صوتان ولم يستخدم إن كان له صوت بينما هو (الخادم) ليس له أصوات، كتعبير عن تأصل التساوي فيه وعدم وجود أي فرق بينه بينما هو بعنجهيته واستعلاءه من يغالب قانون الكون، ويقف ضده.

كان إدراج شخصية الخادم الواعي هو إشارة واضحة للوضع بعد ثورة يوليو والمساواة والعيش في مجتمع اشتراكي تسوده المساواة دون تباين واضح في الطبقات أو تمييز بين البشر!

الشخصية الرائعة فعلاً في الفيلم شخصية المجنون، فرغم ذلك هو الوحيد من تجده يتحدث بمنطقية وعقلانية و واقعية صارخة، حيث إنه يرسم خطط للتعايش الأبدي في الأسانسير ويقوم بتوزيع الأدوار بعدالة، وذلك تحسبًا من الجور والظلم لأننا بهذه الطريقة سوف نقوم بقتل بعضنا صراعًا على الأكسجين الذي نتنفسه (ألا ترى أن الصراعات والحروب تقوم من أجل نزاعات مشابهة).. لكن المشكلة هي في الجثث وكيفية التخلص منها (نظرة مغرقة في السوداوية فعلاً لكنها للأسف مغرقة في الواقعية بالمقابل).. وربما هذا إيحاء خفي أو إشارة على استحياء نحو نشأة المجتمعات البشرية وتطورها، ربما تفسير هذا هو انشغال صلاح أبو سيف بهذه المسألة والذي سيفرد لها فيلم كامل في العام 1986 بعنوان البداية، يتحدث فيه عن شيء مماثل.

جدير بالذكر أن الفيلم قد صور بعمارة الليبون بالزمالك، والتي كان يسكنها النجوم مثل فاتن حمامة لفترة وشريهان وسامية جمال والصحفي علي أمين، وتعد هذه العمارة من معالم حي الزمالك الراقي بالقاهرة.

صورة معاصرة لعمارة الليبون بالزمالك التي تم تصوير أحداث الفيلم بها (عدسة المصور صلاح الرشيدي) إذا كان يوسف وهبي هو رائد الأربعينات.. فإن صلاح أبو سيف من وجهة نظري هو رائد الخمسينات بلا منازع.. بل وإنه سيكمل في الستينات أيضًا، لينقش اسمه بحروف من ذهب على لوحة تاريخ السينما المصرية والعربية ككل.

4. باب الحديد – 1958

هو اسم الفيلم الذي وجد فيه أخيرًا يوسف شاهين نفسه، أو وجد أخيرًا التيار الذي يجب أن يمشي فيه يوسف شاهين، ربما يرى البعض أنه قد إنحرف به التيار قليلاً عن مساره فيما بعد، لكن يظل “باب الحديد” واحد من أهم أفلام يوسف شاهين، ومن أهم أفلام السينما العربية إطلاقًا.

و”باب الحديد” هو اسم كان يُطلق على الميدان الذي به محطة سكك حديد القاهرة مرحلة ما قبل ثورة 1952 وبعدها حتى عام 1955 حيث تم نقل تمثال رمسيس الثاني إلى وسط الميدان، مما جعل إسمه يتغير ويُطلق عليه “ميدان رمسيس”، وتصبح محطة السكك الحديدية “محطة رمسيس”، وحتى يومنا هذا لا يزالا الميدان والمحطة يحملان نفس الإسم المنتسب إلى رمسيس. حتى بعد أن تم نقل التمثال مرة أخرى ليرقد داخل المتحف المصري بميدان عبد المنعم رياض، بدلاً من وقوفه شامخًا منتصف ميدان رمسيس.

قام يوسف شاهين بإخراج هذا الفيلم أواخر الخمسينات وغامر بتصويره للفيلم في مكانه الطبيعي داخل المحطة رغم الزحام والاكتظاظ الشديد الذي يميز طبيعتها والذي يجعلها أشبه بخلية نحل لا تهدأ ولا تنام،  حتى عن طريق الصوت الخارجي الذي كان في أول الفيلم والذي كان يقول أن كل دقيقة يخرج قطار من المحطة أو يصل قطار، مما يجعل المحطة مكانًا لإستقبال كافة أطياف البشر من الراكبين أو المسافرين، وهو ما يجعل بيئة المحطة -رغم ذلك- ؛ بيئة ثرية.

أعظم ما يميز الفيلم هو غوصه في أعماق أعماق أبطاله، أو بمعنى أصح بطله قناوي الذي أبدع في القيام بدور شاهين نفسه والذي من شدة إتقانه وإبداعه في هذا الدور لم يتصدى بعدها أبدًا للقيام ببطولة فيلم بنفسه أو آداء دور محوري في أحداث فيلم أبدًا، حيث كان يظهر كضيف شرف ليس إلا.

كما أشرت سابقًا أنه إن كان فيلم شباب إمرأة للمبدع صلاح أبو سيف هو من أوائل الأفلام التي تناولت (الرغبة الجنسية) بشكل واضح، فإن باب الحديد قد تناول الحرمان الجنسي بشكل أكثر صراحة، ووظّف الجنس كعنصر من عناصر مكوّنات شخصية قناوي المختل نفسيًا والهائم في حب هنومة والذي لا أرى أنه محروم من الجنس فحسب من وجهة نظر رؤية عم مدبولي، عندما رأى صور فتيات المجلات المصورة الساخنة تملأ جدران غرفته، لكنه محروم من “هنومة” والتي يراها في كل النساء، بل ويراها في حتى في فتيات الموديلز اللائي يزين بهن جدران غرفته، لأنه في مشهد عبقري رائع يقوم قناوي بعد إقتصاص صورة إحدى الفتيات من مجلة، يقوم برسم دلو مياه غازية في ذراعها، كإشارة واضحة لـ هنومة، بائعة المياه الغازية.

وعلى الرغم من السيناريو الرائع الذي كتبه السيناريست عبد الحي أديب والذي كان السيناريو الأول له حسب المعلومات المتاحة، فإن رسم ملامح الشخصيات بهذا الإتقان، خصوصًا شخصيتي قناوي وهنومة لابد وأنها كانت مهمة شاهين.

ذلك أن نقطة البراعة شاهين أنه قد صنع شخصية قناوي _سواء بالآداء التمثيلي أو بالإخراج_ بالشكل الذي يُمكّننا من التقزز منه والتعاطف معه في آن واحد.

أما هنومة، التي أدت دورها الرائعة هند رستم. فقد كانت مثيرة بشكل جديد أيضًا على السينما المصرية، لقد كانت الأنثى الوحيدة في الفيلم، وكان مصدر إثارتها هي نفسها، فالملابس وتصفيف الشعر والمكياج لم يضيفوا أي لمسة جمالية للشخصية، بل ساعدوا في إبراز الجمال عند هنومة دون إضافات، جمال بري بدائي ينتمي إلى العصر الحجري بجلبابها المهلهل وشعرها الأشعث ونظراتها الشهوانية العفوية، وإثارة حيوانية بحتة كفيلة بإيقاظ الإنسان الأول بداخلك. وبلغت مهارة شاهين وحرصه على تأطير هذا بجعل باقي الإناث دونها في الفيلم باهتات خافتات، ووحدها هنومة من تتلقى كل الضوء والإهتمام وكأنها الأنثى الأولى الوحيدة على الأرض، لتحاكي بهذا عقل ومشاعر وذهنية “قناوي” البدائية الفجة وغرائزه الأولية، والذي تجعله لا يرى بالفعل غيرها من النساء على الأرض وتجعله يكتشف بداخله الشهوة المتقدة.

لا يزدحم الفيلم بهنومة وقناوي فقط رغم تفاصيلهما التي تكفي لملأ فيلم، إلا أن الصراع يزداد سخونة عندما يوجد أبو سريع، الذكر الأقوى الذي يثير الأنثى البرية، وعلى النقيض الإنسان الضعيف قناوي والذي يعيش فقط على خيالاته الجنسية مع هنومة، لذلك فإن قناوي يكره أبو سريع من كل قلبه.

على هامش ثلاثية (هنومة – قناوي – أبو سريع)، يلقي الفيلم الضوء على عدة جوانب هامشية أبرزها محاولة أبو سريع الذي يعمل “حمالاَّ” بالمحطة، لإنشاء نقابة للحمّالين تدافع عن حقوقهم وتضمن لهم معيشة كريمة ومعاملة آدمية.

تصوير الفيلم رائع فعلاً ومتفهم لطبيعة المحطة، بإضاءة خافتة نوعًا ما كإيحاء بالمناطق المظلمة التي لا يبوح بها الفيلم صراحة، وموسيقى مناسبة لفؤاد الظاهري، وتمثيل رائع من هند رستم ويوسف شاهين وفريد شوقي وحسن البارودي، عناصر الفيلم مكتملة جعلته يترشح لأوسكار أفضل فيلم أجنبي ليكون بذلك أول فيلم عربي وأفريقي يترشح للأوسكار.

5. إشاعة حب – 1960

كنت قد ذكرت في المقال الأول لهذه السلسلة أن يوسف وهبي هو رجل الأربعينات الأول بإمتياز، وأنه رائد من رواد السينما المصرية وأحد الذين تطورت على أيديهم السينما المصرية. وكان في هذه الفترة (نهاية الثلاثينات والأربعينات) قد إنتقل من المسرح إلى السينما فتأثر أداؤه السينمائي بفن الإلقاء المسرحي الذي تربى عليه، وبذلك فقد نقل مسرحيات كاملة أبرزها “كرسي الإعتراف” إلى السينما، وقد كان فنانًا تراجيديًا من الدرجة الأولى، وقد أوردت أحد أهم أفلامه التراجيدية من وجهة نظري “بيومي أفندي” في القائمة الأولى لهذه السلسلة.

في الستينات، كانت السينما المصرية قد أصبحت قامة فنية وسط الإنتاج السينمائي العالمي يشار لها بالبنان، لا سيما وقد تم الإعتراف عالميًا بهذه السينما الرائدة بالإشتراك في عدة مهرجانات سينمائية والترشح لنيل جائزة أبرزها الأوسكار وكان وغيرها.

ورأينا هنا يوسف وهبي، واحد من أعظم ممثلي الكوميديا في التاريخ، دعوني أقول أن هذا الفيلم تحديدًا واحدًا من التحديات التي واجهها المخرج فطين عبد الوهاب، فبإستثناء عبد المنعم إبراهيم الذي قد يصنف أنه فنانًا كوميديًا، جميع ممثلين هذا الفيلم وخاصة الأدوار الرئيسية هم فنانون لم يؤدوا أدوارًا كوميدية من قبل ولم يشتركوا في أفلامًا كوميدية من قبل، فعمر الشريف منذ ظهوره الأول في صراع في الوادي وأفلامه كلها درامية وميلودرامية أحيانًا، من نوعية “سيدة القصر” الذي يحكي قصة شاب غني يتزوج من فتاة فقيرة والفروق الطبقية والثقافية بينهما؛ و”لا أنام” الذي يرصد منزلاً من منازل الطبقة الراقية وما يحدث فيه من خيانات وعلاقات متشابكة وخداع وعذاب ضمير، و”إحنا التلامذة” الذي يعالج قضية التفكك الأسري وما يدفعه إلى إرتكاب الجرائم والتغرير بالمراهقين، أما سعاد حسني فلم تكن قد إشتركت من قبل إلا في فيلم حسن ونعيمة الذي تناول قصة غرام ممنوعة مأخوذة عن واقعة حقيقية بين مطرب شعبي وفتاة من قرى محافظة الدقهلية ولم تكن سعاد وقتها قد تجاوزت السابعة عشر من عمرها.

وعلى الرغم من ذلك يعتبر هذا الفيلم علامة من علامات الأفلام الكوميديا في السينما العربية، بل إن يوسف وهبي ملك المسرح والتراجيديا، رأيناه في دور هزلي صرف وكمية الضحكات التي إستطاع إنتزاعها بآدائه الرائع ينافس فيه ملوك الكوميديا في العالم أجمع، ولازال هذا الفيلم يحصد العديد من المشاهدين في كل مرة عند عرضه.

يحكي الفيلم عن عائلة ثرية من عائلات مدينة بورسعيد في إنتظار إبنتهم (سميحة) العائدة من السفر والتي يهيم بحبها إبن عمها (حسين)، ولكن والدتها ترفض لأسلوب حياته وملابسه القديمة وجديته وترفعه عن الهزل والصغائر مبررة بأنه لا يليق بها، ومن جهة أخرى تولع البنت المراهقة بإبن خالتها (لوسي) صاحب المغامرات النسائية العديدة والراقص المخضرم ورحلاته الكثيرة وحكاياته التي يشعل بها عقلها.

لا يستريح والدها لهذا الشاب العابث ويرغب في تزويج إبنته من حسين ولكن دون إجبار له، فيقوم بتلميع حسين وتدبير حيل له تجعله يظهر في نظر سميحة شاب ذو مغامرات نسائية كثيرة، حتى أنه يدّعي أنه على علاقة بالفنانة المثيرة هند رستم، ويقوم بتدبير الحيل والألاعيب لصبغ هذه الخدعة بالواقعية، لكن تحدث المفاجأة عندما تأتي هند رستم إلى بور سعيد وتتفاجأ باللعبة وبدلاً من إنزعاجها مما يحدث، تقع المفاجأة وتتجاوب وتتظاهر هي أيضًا بأنها بالفعل على علاقة بحسين مما يُربك الجميع ويصيبهم بعدم الفهم.

هذا الفيلم واحد من أجمل وأعظم الأفلام الكوميدية في تاريخ السينما المصرية، وأكرر إشادتي فيه بآداء يوسف وهبي العالمي الأسطوري كواحد من أعظم فناني الكوميديا في تاريخ السينما، والفيلم لا يستحق المشاهدة مرة واحدة فحسب؛ بل يستحق المشاهدة في كل مرة يُعرض فيها على التلفزيون لأنه مضاد للملل، فكل مرة تراه فيها ستضحك كما لو كانت أول مرة، أنا نفسي أشاهد هذا الفيلم كلما صادفته على التلفزيون وكذلك يفعلون أفراد أسرتي.

6. بداية ونهاية _ 1960

هذا هو أول الأفلام التي أنتجت في السينما مأخوذة عن رواية لنجيب محفوظ، فبعد مشاركات نجيب محفوظ في كتابة السيناريو لبعض أفلام أبو سيف ومن قبله كفيلم جعلوني مجرمًا، أتى فيلم بداية ونهاية كنتيجة طبيعية لهذا التعاون المثمر، فبعد إتجاه نجيب محفوظ للواقعية بداية من “خان الخليلي” منتصف الأربعينات وبالمقابل تأثر صلاح أبو سيف بالواقعية الجديدة في إيطاليا، كان ولابد أن تلتقي روايات محفوظ بسينما أبو سيف، وكانت البداية قوية فعلاً بما أغرى العديد من المخرجين بإخراج أعمال مأخوذة من أفلام محفوظ فيما بعد.

صدرت الرواية في العام 1949 تقريبًا، لتكرّس مكانة متميزة لنجيب محفوظ على الساحة الأدبية، وصدر الفيلم في العام 1960 بنفس الإسم “بداية ونهاية”.

وتعني بداية إنهيار الأسرة ببداية الفيلم والرواية على حدٍ سواء بموت الأب، مما يجعلهم يهبطون إلى القاع ولا يجدون الكفاف، ثلاثة أشقاء ذكور وفتاة ليست على قدرٍ من الجمال ولكنها خفيفة الروح (حسب وصف محفوظ في الرواية) والنهاية بتفكك الأسرة رغم صعودها إجتماعيًا نوعًا ما. وإنهيار جميع أفرادها.

والحقيقة أن صلاح أبو سيف قد نجح في نقل الجو العام للرواية والذي يقترب من المأساوية لأسرة تعاني الفقر والحرمان وتطلع أفرادها للعيش الطيب دون إحتياج، لا يوجد في القصة أي محاكمة لأحد. فالجميع مذنبون والجميع ضحايا، والجلادون هم أنفسهم المتهمون والقضاة هم أنفسهم المجني عليهم، ربما قد يستشف من يريد أن يستشف أن الفقر. الفقر وحده هو الجاني الوحيد على عائلات بأسرها قد تتدثر بغطاء الستر فيردها إلى أسفل السافلين تسبح في الحضيض.
أعتقد أن الكتابة عن هذا الفيلم الرائع شديدة الصعوبة، والذي أعتبره علامة من علامات السينما المصرية ودليل على تفوقها وقدرتها على الوقوف جنبًا إلى جنب في مصاف السينمات العالمية، لا سيما وأن المخرج الرائع صلاح أبو سيف قد استطاع ترجمة الرواية الرائعة للأديب العالمي نجيب محفوظ لفيلم سينمائي دون إنتقاص منها أو تفريغها من معناها، وفي نفس الوقت أعطانا فيلمًا رائعًا ممتعًا. يستحق المشاهدة مئات المرات.

قام ببطولة الفيلم فريد شوقي وعمر الشريف وأمينة رزق وسناء جميل في دور رائع يحسب لها.
كانت الرواية قد قُدمت عدة مرات للمسرح، مرة من بطولة توفيق الدقن وأمينة رزق وأخرجها عبد الرحيم الزرقاني، ومرة أخرى من بطولة حسين فهمي وأبو بكر عزت ويسرا وأخرجها يحيى العلمي.

كما أن هناك فيلمًا مكسيكيًا يحمل نفس الإسم مأخوذ عن الرواية ذاتها قدمه المخرج المكسيكي أرتورو ريبستين في العام 1993.


أفلام عربية أفلام عربية يجب أن تشاهدها أفضل الأفلام العربية