حيل حياتية

كيف تحصل على الإلهام وتفكّر بطريقة إبداعية؟

في هذه المقالة سنتعرف على طريقة الحصول على الإلهام والتفكير بطريقة إبداعية

التفكير بطريقة إبداعية

محمود سامي
كيف تحصل على الإلهام وتفكّر بطريقة إبداعية؟

التفكير

اللاوضوح هو عدو الإبداع، فبتهوفن مثلا لم يقل أن سمفونية واحدة  يمكنها أن تعبر عن فكرة البطولة كلها،كما أنه كتب ملاحظات دقيقة جدًا حول كيفية نقل هذا المفهوم في هذه الحالة: مفهوم البطولة إلى الصوت أي نقل فكرة ما عبر موسيقى مسموعة، فنحن نعرف أنه كي تكون الأفكار الجديدة والمفيدة في نفس الوقت، وهو التعريف المتفق عليه للإبداع، يجب أن يتم التعبير عنها بطرق محددّة للغاية.

الإبداع هو: تنفيذ أفكار جديدة ومفيدة

لكن كيف يمكن الانتقال من فكرة ضبابية إلى فكرة عملية؟

الأبحاث التي تم نشرها مؤخرًا تشير إلى تقنية بسيطة هي التي جعلت هذا الأمر واقعا بعد أن كان ضربا من ضروب الخيال.

أظهرت هذه الأبحاث أن استخدام الصور الذهنية لإسترجاع بعض العناصر المحددة من تجارب حديثة مر بها شخص ما، يُمكّن من دخول هذا الشخص في حالة عقلية لإدراك أكبر وأعمق، وذلك عبر توجيهه لمختلف التفاصيل الصغيرة التي رآها في ماضيه، وهذا ما يؤدي لاحقا إلى زيادة ملحوظة في إبداعاته.

 يقول الباحثون أن هذه التقنية لا تعزز كل مؤشرات الإبداع لكنها تقوم فعلا بتعزيز القدرة على الإتيان باستعمالات غير مألوفة لأشياء عادية.

فإذا كنت تبحث عن أفكار إبداعية وخلاّقة، اضبط ذاكرتك على المستوى المجهري للأحداث وأعد صياغة حدث ما من ماضيك القريب (قم بأفضل ما يمكنك فعله) :

قام الباحثون بتجربتين تحتوي كل منهما على 24 شابا بالغًا.

التجربة الأولى

قام كل المشاركين بمشاهدة فيلم قصير من أصل إثنين لرجل وامرأة يقومان بعدة نشاطات مختلفة في منزل ما.

بعد ذلك طُلب من نصف المشاركين الاجابة عن أسئلة عامة عن الفيديو بما في ذلك “إنطباعاتهم وردود افعالهم” حول هذا العمل السينمائي بالإضافة إلى سؤالهم: ماهي الصفات التي يرغبون في استخدامها لوصف الإخراج، الأشخاص، واللقطات؟

أما النصف الآخر من المشاركين فطُلب منهم إستحضار صور ذهنية محددة من الفيديو بما في ذلك ترتيب المطبخ – أين تم تصوير معظم لقطات الفيلم- والملابس التي لبسها كل من الرجل والمرأة، شكلي وجهيهما ولون شعر كلا منهما بالإضافة إلى ذكر تفاصيل القصة وذلك عبر الاستمرار في طرح السؤال التالي: ماذا الذي حدث بعد ذلك؟

بعد ذلك تم القيام بثلاث اختبارات صممت لقياس جوانب مختلفة للإبداع أو التفكير الإبداعي ومن ضمنها القيام باختبار الاستخدامات المتباينة المعروف والذي يقوم على إرشاد المستخدمين إلى الإتيان بـ “أكبر عدد ممكن من الاستخدامات الابداعية وغير العادية” لخمس أشياء عادية مختلفة.

وقد تم تنقيط المستجيبين لهذا الاختبار حسب عدد فئات الاستخدامات المناسبة التي أتوا بها لكل واحد من الأشياء الخمس. مثلا فكلمة “حجر بناء” كانت لها إجابات مثل: “يستعمل كثقل على الورق حتى لايطير أو يستعمل كحاجز للباب، سوف تصنف ضمن نفس الفئة، بينما إجابة كـ: ”يستعمل لضرب أحدهم على رأسه” فسوف تكون بالطبع في فئة أخرى منفصلة.

أما إجابة إبداعية حقا مثل: “يستعمل كتابوت وهمي في جنازة لدمية“، فتصنف ضمن فئة أخرى.

التجربة الثانية

تضم أيضا 24 مشاركًا، منظمة بشكل مماثل للأولى مع فرق أنه تم تبديل أحد اختبارات الإبداع بإختبار آخر يركز على الكلمات والجُمل.

النتائج

على الرغم من أن استعمال تمرين الذاكرة التفصيلية لم يؤثر على نتائج أي من اختبارات الإبداع الأخرى إلا أنه حقق نقاط أكبر في إختبار الاستعمالات المتباينة في كلتا التجربتين، يقول الباحثون: “إن أكثر القياسات صرامة للأداء في اختبار التفكير الإبداعي، تظهر بها نتائج كبيرة عند التحفيز النوعي“.

إذًا إذا كنت تبحث عن أفكار إبداعية، اضبط ذاكرتك على المستوى المجهري للأحداث (يعني التفاصيل)، وأعد صياغة حدث ما من ماضيك الحديث، فبالتأكيد أن مستوى الإبداع لديك سيكون على أشدّه، وبالرغم من أن السبب وراء ذلك ليس واضحًا على وجه دقيق لنا الآن، إلا أن هذا التذكر العرضيّ يساعد على قفزات تخيلية هي نفسها ما يمثل الإبداع: استعمالات غير مألوفة لأشياء مألوفة.

نصائح للتفكير بطريقة إبداعية

إليك بعض النصائح للتفكير بطريقة إبداعية:

  1. توسيع آفاقك: قم بتوسيع معرفتك ومهاراتك في مجالات متنوعة. اقرأ الكتب، واستمع إلى البودكاست، وشاهد الأفلام، وزر المعارض، وتواصل مع أشخاص ذوي اهتمامات مختلفة. هذا سيساعدك على تعزيز رؤيتك الشاملة وتوسيع مجال الأفكار المتاحة لك.

  2. استخدم تقنيات التفكير المختلفة: قم بتجربة تقنيات التفكير المبتكر مثل العصف الذهني، والتحليل الجانبي، والتفكير العكسي، والمفكرة الذهنية. هذه التقنيات تساعد على تفتيح آفاق الإبداع وتوليد أفكار جديدة وغير تقليدية.

  3. ابتكر وقتًا للتأمل: قم بتخصيص وقت يومي للتأمل والاسترخاء. قد يكون الاسترخاء والهدوء هما مفتاحان لتوليد الأفكار الإبداعية. قم بممارسة التأمل، أو اليوغا، أو السباحة، أو أي نشاط يساعدك على تهدئة العقل وتحفيز التفكير الإبداعي.

  4. حاول التفكير خارج الصندوق: قم بتحطيم القيود العقلية وتحدي الأفكار المألوفة. حاول النظر إلى المشاكل والتحديات من زوايا مختلفة وابحث عن حلول غير تقليدية ومبتكرة. لا تخشى المخاطرة بالتفكير والتعبير عن أفكارك حتى لو كانت مختلفة عن المألوف.

  5. تواصل مع الآخرين: قم بالتعاون مع الآخرين وتبادل الأفكار والتجارب. استفد من آراء وأفكار الآخرين واستمع إلى وجهات نظرهم المختلفة. يمكن للتفاعل مع الآخرين أن يثري ويحفز التفكير الإبداعي.

  6. اجعل الإبداع جزءًا من حياتك اليومية: قم بممارسة الإبداع في حياتك اليومية. قد تكون الكتابة الإبداعية، أو الرسم، أو الطهي، أو الحلقات العقدية، أو أي نشاط يسمح لك بالتعبير عن نفسك بشكل مبدع. هذا سيساعدك على تنمية مهاراتك الإبداعية وتعزيز قدرتك على التفكير الجديد والمبتكر.

استخدم هذه النصائح للتفكير بطريقة إبداعية وتحقيق إنجازات متميزة في حياتك الشخصية والمهنية. قم بتطبيقها بانتظام وكن مستعدًا للاستمرار في تحسين قدراتك الإبداعية.


التفكير الإلهام الإبداع التفكير بطريقة إبداعية التفكير خارج الصندوق