بكاء الأطفال الرضع بين الطبيعي والمرضي
في هذه المقالة سنتعرف على الفرق بين بقاء الأطفال الرضع الطبيعي والمرضي، وسنتعرف على أبرز الأسباب التي تؤدي إلى بكاء الأطفال الرضع
متى يكون بكاء الطفل طبيعي؟

بكاء الطفل
يعتبر بكاء الأطفال الرضع الوسيلة التواصلية الوحيدة التي تتيح للطفل، خصوصا في الشهور الأولى من عمره، التعبير عن احتياجاته وأحاسيسه ومعاناته…، لذا وجب على الآباء والأمهات التفاعل مع هذه الوسيلة التواصلية البسيطة بإيجابية، والاستجابة لمضمونها وفق الظروف والملابسات التي من المؤكد أنها ستساعدهم على فك شفرتها، وإرضاء طفلهم حتى يستكين ويعود الهدوء إليه وإلى المكان.
إذًا، فبكاء الطفل الرضيع في هذه السن المبكرة لا يعني تلقائيا أنه حزين أو يتألم، بل إنه أمر مطلوب ومرغوب صحيا، في مقابل الرضيع القليل البكاء (خصوصا خلال 3 الأشهر الأولى). إذ قد يؤشر ذلك على إصابته باعتلال صحي ما حتى يثبت العكس؛ مع الاشارة أن مدة البكاء تختلف من رضيع إلى آخر وحسب سنه، حيث يتراوح معدلها بين 3 ساعات عند الأطفال حديثي الولادة، لتنخفض إلى الثلث بعد ستة أشهر. كما أننا ننبه الآباء إلى التعامل مع البكاء بالجدية المطلوبة، لأنه دائما يحمل طلبا ما أو محاولة للتعبير عن شيء ما، وليس مجرد محاولة من الرضيع لإزعاج الآباء، وتعكير الجو كما قد يضن البعض (الحال قد يختلف عند الأطفال الذين يفوق سنهم 12 شهرا).
10 أسباب لبكاء رضيعك
بكاء الأطفال الرضع قد يحتمل عدة أوجه، من المحتمل أن يحتار الآباء في إيجاد تفسير لها، وسنحاول من خلال هذا الموضوع توضيح معظمها، مع طرق عملية للتعامل المناسب مع الحالات "الفيزيولوجية"، والتنبيه إلى الحالات التي قد تدعو إلى القلق التي قد تتطلب استشارة طبية. وإليكم أهم عشرة أسباب لبكاء الأطفال حسب أهميتها:
- أنا جوعان: إنها دون منازع أهم أسباب بكاء الأطفال الرضع – خصوصا حديثي الولادة – الذين يحسون بسرعة بالجوع، بسبب معدتهم الصغيرة التي لا تحتمل استهلاك كميات كبيرة من الحليب في وقت واحد.
- أنا متعب: في كثير من الحالات لا يستطيع الرضيع النوم بمفرده، حتى وإن كان متعبا. فتجده لا يطيق الملاعبة ويصرخ عند أقل مضايقة، كما يصبح تائها محدقا في الفراغ، ويكثر من فرك عينيه ومن التثاؤب. ساعديه على النوم بين ذراعيك أو مستلقيا على ظهرك أو حاولي إرضاعه، كما يمكنك الاستعانة في الأشهر الأولى بالسكاتة… ومن تم عوديه على النوم بمفرده تدريجيا.
- أنا أريد أن أبكي: من أكثر الحالات شيوعا عند الرضع والتي تثير قلق الآباء، حيث لا يتوقف الطفل عن البكاء رغم المحاولات الحثيثة لتهدئته. وغالبا ما يرجع الأمر إلى المغص أو ألم البطن، بسبب عدم اعتياد أمعاء الرضيع على الطعام، الأمر الذي يتسبب في انتفاخها.
- أنا متسخ: لا يتوانى الأطفال الرضع عن البكاء إذا اتسخت حفاظتهم، خصوصا إذا تعلق الأمر بالبراز أو أصيبوا بطفوحات أو التهابات جلدية في أماكن حساسة. استعملي كريمة الحماية عند كل استبدال للحفاضة… مع ترك الطفل – إن أمكن ذلك – دون حفاظات من حين لآخر.
- أنا لا أريد أن أبقى وحيدا: في العديد من الحالات، يبكي الطفل لأنه يكون بحاجة إلى أن تضمه أمه إليه حتى يحس بالاطمئنان… أحسن ما يمكن فعله في مثل هكذا حالات هو تحقيق مبتغى الطفل واحتضانه، ولم لا هدهدته (أي هزه برفق) واسماعه انشودة أو ترنيمة، لأن للأصوات المنتظمة، الإيقاعية والهادئة تأثير مهدئ على الأطفال الرضع.
- أنا أريد أن أتجشأ: إذا بدأ صغيرك في البكاء خلال أو مباشرة بعد الانتهاء مـن إطعامه… فغالب الأمر أن كمية من الهواء الذي بلعه خلال الأكل قد تراكمت في بطنه وسببت له مغصا، وهو بذلك بحاجة إلى المساعدة للتخلص منه عن طريق التجشؤ؛ يتحقق ذلك عبر فرك أو تدليك بطن الرضيع أو ظهره وهو محمول على الكتف مثلا.
- أنا أحس بالحرارة: بعض الأمهات يبالغن في إلباس الأطفال ثيابا كثيرة مخافة أن يصيبهم شيء من البرد، مما قد يتسبب في إحساس الطفل بالحرارة، ومن تم يجهش بالبكاء للتعبير عن عدم رضاه على هذا الأمر.
- أنا أحس بالبرد: إنها من أكثر المواقف التي يكرها الأطفال الرضع المعتادين على درجة حرارة معتدلة في بطون أمهاتهم، وبالتالي فاستبدال بسيط لحفاظة أو حمام سريع لا يمكن في أغلب الأحيان إلا أن يتسبب في نوبة من البكاء المستمر.
- أنا متوتر: أجل… أجل… حتى الأطفال الرضع " كيتعصبو" ويعبرون عن ذلك بالبكاء. مثال الحالات التي قد تثيرهم: الضوضاء، كثرة القبل والعناق، وجوه أو زوار لم يعتادوا عليها أو أماكن جديدة، … الحل يتمثل في الابتعاد بطفلك عن مصدر الازعاج إلى مكان أكثر هدوءا وأكثر ألفة بالنسبة إليه.
- أنا مريـض: عندما تعتاد الأمهات على البكاء "الفيزيولوجي" لأطفالهن، فإنهن غالبا ما يميزن الحالات التي يصاب فيها أبناءهن بمرض ما، يتمظهر عندهم – على الأقل في البداية – ببكاء مغاير للذي اعتدن عليه، حيث: تنخفض حدته أو ترتفع أو تكون بداية البكاء فجائية أو مرافقة لحركات غير عادية؛ أو أن نوبات البكاء تتخللها فترات من الصمت المطبق؛ أو أن الرضيع تظهر عليه علامات الارهاق والتعب.
البكاء غير الاعتيادي يستلزم استشارة الطبيب
هذه كلها علامات قد تشير إلى إصابة الطفل الرضيع بمرض ما، حتى وإن كانت العلامات المرضية الأوضح غائبة كالحمى أو الاسهال أو السعال أو التقيؤ المتكرر، إلخ.
بالطبع، في هكذا حالات يجب على الآباء زيارة الطبيب الذي يقوم بدراسة الحالة الصحية للطفل، ويبحث في أكثر الأمراض التي قد تكون سببا في هذا البكاء غير الاعتيادي الذي غالبا ما يترجم معاناة جسدية أو نفسية ما، أو احساسا بالألم أو على الأقل عدم الارتياح. من أهم تلك الأمراض التي يجب التأكد من غيابها، يمكننا أن نذكر – حسب الخطورة:
- آلام الرأس بسبب الرضوض أو ارتفاع الضغط داخل الجمجمة بسبب التهاب السحايا، ازدياد محتويات انسجة الدماغ، كمية الدم، السائل النخاعي، أو اندماج مبكر للعظام المكونة للجمجمة.
- وجود فتق ملتوي أو مختنق، أو أخطر من ذلك دخول جزء من الأمعاء في جزء آخر – المعروف بالانغلاف المعوي.
- الارتجاع المعدي المريئي: وهو نوع من التقيؤ دون أن يكون هناك خروج لمكونات المعدة عبر الفم إلى خارج الجسم. وقد يتسبب في حدوث جروح على مستوى المريء (فم المعدة) بسبب المادة الحمضية التي تفرزها المعدة. هذه الحالة قد تتسبب للطفل الرضيع في ألم شديد يترجم على شكل بكاء شديد، وربما سعال وصعوبة في الأكل والنوم.
- التهابات الحويضة والكلية (البرد في الكلي)، حيث يمكن أن لا تكون الحمى حاضرة في الشهور الأولى من عمر الأطفال.
- الرضوض أو الإصابات العظمية، أو الالتهابات – خصوصا الباكتيرية – على مستوى المفاصل.
- التهابات الأذن الخارجية والوسطى.
- الشق الشرجي نتيجة امساك مزمن أو عرضي.
- الديدان المعوية المستديرة (الحناش) أو الشريطية (السينتة).
- الطفوح أو الالتهابات الجلدية الناتجة بالأساس عن استعمال الحفاظات؛
خلاصة القول، أن بكاء الأطفال الرضع قد يكون مزعجا لنا كآباء في البداية، وخصوصا بالنسبة للأم الحديثة الانجاب – الغير المجربة، لكن مع مرور الوقت، نعتاد على وسيلة التواصل الظرفية هذه، بل ونحاول الانصات إلى طفلنا بكثير من الاهتمام حتى نتمكن من الاستجابة لاحتياجاته ومساعدته على اجتياز محنته لما فيه خيره وصلاحه.