سيرة ذاتية

جحا الشخصية الفكاهية الأشهر في التاريخ

في هذه المقالة سنتعرف على شخصية جحا الشخصية الفكاهية الأشهر في التاريخ

شخصية حجا

محمود سامي
جحا الشخصية الفكاهية الأشهر في التاريخ

جحا

شخصية جُحا هي شخصية يُرجح البعض أنّها شخصية خيالية أو شخصية أسطورية، ويرجح البعض الآخر أنّها شخصية حقيقية كانت موجودة في الماضي، وبالفعل نُسبت للعديد من الشخصيات التي عاشت في عصور مُختلفة ومجتمعات مختلفة أيضًا، ويرجح بعض الناس أنها بمثابة صفة مُنحت للأشخاص الذين امتلكوا نفس الشخصية الشهيرة التي نعرفها جميعًا، ولكن المُتفق عليه أنّ شخصية جحا كانت شخصية فكاهية انتشرت في ثقافة العربي قديمًا.

ما معنى اسم جُحا في اللغة العربية؟

جُحا في اللغة العربية كما ذكر مُجمع الأمثال هو اسم لا ينصرف لأنّه اسم معدول من جِحاح، مثل اسم عمرو من عامر، ويقال في اللغة العربية جحا يجحو جحوًا إذا رمى، ويُقال أيضًا حيا الله جحوتك أي وجهك الميداني.

جُحا في الأدب العربي

ذُكر جُحا في الأدب العربي، ونُسبت شخصيته إلى أبو الغصن دُجين الفزاري، وكان أبو الغصن يعيش في الدولة الأموية، ويعتبر أبو الغصن أقدم الشخصيات التي نُسب إليها جُحا في التاريخ، كما أنّ النكات العربية تُنسب إليه أيضًا.

لم يُذكر جحا في الأدب العربي فقط، بل ذُكر في الأدب التركي أيضًا حيث نُسب إلى الشيخ نصر الدين خوجه الرومي الذي عاش في حكم المغول لبلاد الأتراك وقد عاش في قونية ومعظم قصص الأدب العالمي عن جُحا تُنسب إليه.

شكل شخصية جُحا

جُحا من الشخصيات التي اختلف المؤرخين في رواياتهم عن تركيبته، فقد صوره البعض أنّه راجل عاقل وواعي وأيضًا ذكي، ولكنه مُتصنع الغفله ويصدر نفسه للناس كشخص أبله لكي يستطيع التحدث بحرية وانتقاد من يريد انتقادة بدون مسائلة والسخرية من أي شخص يُريد السخرية منه بما فيهم الحكام، فيما صوره بعض الأشخاص كشخص أبله بالفعل بل ووصفه البعض بأنه شخصًا مجنون، ولكنهم اجتمعوا جميعهم على حس دعابته وسخريته المستمرة وإلقاءه للنكات، واجتمعوا أيضًا أنه شخص يُحب تقدير ذاته، بالإضافة إلى اتفاقهم أنّ جُحا يشاركه في قصصه حماره الذي يُرافقه دائمًا.

جُحا أيضًا تكون لسخريته معنى أي أنه دائمًا ما يسعى إلى إيصال رسالة مُعينة عن طريق سُخريته من الأشخاص حوله أو إلقاءه نكتة مُعينة ترتبط بحدث مُعين.

انتشار قصص جُحا

ربما لا يخطر ببالك أن شخصية جُحا ليست شخصية موحدة فكل أمة وكل شعب له شخصية جُحا الخاصة به والتي تم تصميمه لكي يتلائم مع عادات تلك الشعوب وطبيعتها وظروف الحياة والظروف الاجتماعية المختلفة في كل أمة.

وبالرغم من ذلك نجد أن الجميع اتفق أن شخصية جُحا مُغفل وأحمق ويمتلك حمارًا غبيًا بعض الشيء قد يتشابه في غباءه مع جحا نفسه.

فعلى سبيل المثال نجد جحا في الثقافة العربية شخصية غبية بالرغم من بعض مواقفه التي يُظهر فيها ذكاء، ولكنه ذكاء يمتزج بكونه أبله، أما جُحا في الثقافة التُركية التي تمثلت في نصر الدين خوجه فهي تتشابه بشكل كبير مع جُحا في الثقافة العربية يُشابهم في ذلك أيضًا شخصية جحا في الثقافة الإيرانية والكوردستانية التي تمثلت في ملا نصر الدين، وعن شخصية جحا في ثقافة بلغاريا والتي تمثلت في غابروفو فنجده شخص محبوب وكل المجتمع يُحبه ويقدره، أما في أرمينيا فقد تمثلت شخصية جحا في شخص يُدعى أرتن ويشتهر جُحا هناك بأنه شخص سليط اللسان وفي يوغسلافيا اشتهر جُحا أنه شخص مغفل ويطلقون عليه آرو.

أصل شخصية جُحا هي شخصية عربية

بالعودة إلى التاريخ نجد أنّ شخصية جُحا في كل تلك المجتمعات والأمم رويت قصصه وعاش واشتهر في القرون المتأخرة، مما يعني أنّ أصل شخصية جُحا في الأساس هي شخصية عربية المنشأ حيث سبقت أقوال العرب عن جحا كل أقوال الغرب، بل والأكثر من ذلك نجد أن النوادر العربية والقصص عن جُحا تم تحريفها في نفس قصص جُحا الغربية، ففي الكتاب الشهير الذي يحمل اسم "نوادر جحا" مذكور أنّ من فهرس الكتاب هو ابن النديم في عام 377 هجريًا وهي نفس النوادر في الأمم والمجتمعات الأخرى لم يختلف فيها سوى الأسماء كأسماء المُدن والملوك وأيضًا اختلاف التاريخ التي وقعت فيه الحكاية، وهذا دليل عن أنّ جُحا الأصلي هو شخصية عربية تم تناقلها فيما بعد في الأمم والثقافات الأخرى.

قصص ونوادر جحا

ها هي بعض قصص ونوادر جحا الشهيرة:

جحا والحمار الذكي:

يحكى أن جحا اشترى حمارًا جديدًا، وكان يفخر بذكاء الحمار. في يوم من الأيام، قرر جحا أن يأخذ الحمار إلى السوق ليبيعه. وأثناء المسير إلى السوق، مرت مجموعة من الأشخاص وعلقوا قائلين: "ألم تسمع يا جحا؟ إن الحمير لا تبيع ولا تشتري!" فعاد جحا إلى منزله وعلق إعلانًا قرب بابه يقول: "حمار للبيع، لا يبيع ولا يشتري!"

جحا والمفتاح المفقود:

في يوم من الأيام، فقد جحا مفتاحًا داخل بيته وبدأ في البحث عنه في الشارع. جاءت إحدى النساء وسألته: "ماذا تفعل يا جحا؟" فأجاب جحا: "أبحث عن مفتاحي الذي فقدته." فسألته المرأة: "هل فقدته في الشارع؟" فأجاب جحا: "لا، فقدته في البيت." فاستغربت المرأة وقالت: "إذاً لماذا تبحث عنه في الشارع؟" فرد جحا بابتسامة: "لأنه هناك الضوء أكثر!"

جحا واللصوص:

ذهب جحا إلى السوق لشراء حقيبة جديدة. وبينما كان يسير في السوق، لاحظ أن هناك مجموعة من اللصوص يهربون بحقائب الناس. فقام بسرعة بإلقاء حقيبته في الشارع وهرب. فرأى اللصوص الحقيبة التي ألقاها جحا وظنوا أنها مليئة بالأشياء الثمينة. فقاموا بالاستيلاء عليها وهربوا. وعندما عاد جحا ليحمل حقيبته، وجد أنها قد اختفت. فسأله أحدهم: "ماذا حدث؟" فأجاب جحا: "لقد سرقوا حقيبتي التي كانت تحتوي على الهواء النقي!"

هذه بعض القصص والنوادر الطريفة التي تدور حول شخصية جحا. يُعتبر جحا شخصية فلكلورية مشهورة في الثقافة العربية، وتروى قصصه ونوادره كثيرًا لإثارة الضحك والتسلية.


جحا شخصية جحا قصص جحا