كيف يرى الإنسان الألوان؟
في هذه المقالة سنتعرف على كيفية رؤية الألوان للإنسان
رؤية الإنسان للألوان

الألوان
كيف يرى الإنسان الألوان؟ أو كيف نرى الألوان؟، ربما راودك هذا السؤال أو فكرت يومًا لماذا ترى اللون الأحمر أحمرًا؟ لماذا لا يكون أزرقًا مثلا أو بنفسجيًا، لماذا هذا اللون بالتحديد؟ هل كونك ترى هذا اللون أحمرًا دليل على أنّه بالفعل أحمر؟ لماذا لا تكون مخطئًا؟ وهل يمكن لشخص ما أن يرى الألوان ألوانًا أخرى أو بطريقة أخرى غير التي نراها بها؟ إن كل كائن حي لديه قدرته الخاصة على الرؤية عامة ورؤية الألوان خاصة مما يلائم طبيعة خلقه ومعيشته، فالفئران مثلا لا تستطيع الرؤية نهارًا؛ لذلك تجدها أكثر نشاطًا في الليل، وبعض الحيوانات كالكلاب والثيران لا تستطيع رؤية الألوان، فكل رؤيتها تعتمد على اللونين الأسود والأبيض، وفي هذه المقالة سنتعرف أكثر عن الألوان وطريقة رؤية الإنسان للألوان.
كيف نرى الألوان؟
جئنا للإنسان كأكثر الكائنات الحية تطورًا وذكاءً، فإننا سنجد أنه قادر على الرؤية نهارا بوضوح وأيضًا الرؤية ليلا، وكذلك رؤية الألوان بصورة طبيعية إلا في بعض الحالات المرضية.
حيث تستطيع العين البشرية تمييز الألوان التي لها طول موجي ما بين 4000 أنجستروم (الطول الموجي للون البنفسجي) إلى 7500 أنجستروم (الطول الموجي للون الأحمر) وإذا قل الطول الموجي أو زاد عن هذا الحد فإننا لا نرى هذا الطول الموجي كالآشعة فوق البنفسجية أو تحت الحمراء، ويتحكم في رؤية الألوان عاملان أساسيان أولا العين وثانيًا المخ، ولكن للمخ النصيب الأكبر في تفسير الألوان.
ويوجد الكثير من النظريات التي حاولت تفسير رؤيتنا للألون ومن أشهر هذه النظريات هي (the trichromatic theory) نظرية الثلاثة ألوان، تقول هذه النظرية أن هناك ثلاثة ألوان أساسية هي (الأحمر، الأزرق، والأخضر) وكل لون من هذه الألوان له نوع خاص من المستقبلات التي توجد بالعين، وكل مستقبل من هذه المستقبلات له مساره الخاص إلى المخ. وهذه المستقبلات تصل إلى أعلى درجة من التحفيز عندما يسقط عليها اللون الأساسي الخاص بها، وأيضا يمكن أن تحفز إلى درجة ما باللونين الأساسيين الأخرين.
أما إذا حفزت الثلاثة مستقبلات بدرجة متساوية فإننا نرى اللون الأبيض. فمثلا إذا نظرت إلى الشاطئ، فأنت ترى الرمال صفراء لأن هذا اللون الأصفر عندما وقع على العين حفز كل من المستقبلات الثلاثة بدرجة معينة، ووصلت الإشارات من كل مستقبل على حدة إلى المخ، والمخ يعرف مسبقا أنه عندما تحفز مستقبلات اللون الأزرق بهذه الدرجة والأخضر بهذه الدرجة، والأحمر بهذه الدرجة فإن هذا اللون الذي تراه العين هو اللون الأصفر، فيعطي المخ إيحاء بأن هذا اللون هو الأصفر، فتراه العين أصفر.
وهذا ينطبق على جميع الألوان التي نراها وأيضًا درجات الألوان، والجدير بالذكر أننا لا نرى نفس اللون بنفس الدرجة، فإذا نظرنا جميعا إلى لون واحد وليكن الأزرق، وجعلنا كل واحد منا يصف اللون الأزرق الذى يراه، فستجد من يصفه بالفاتح ومن يصفه بالغامق، وأيضا من يراه يميل إلى الأخضر ومن يراه يميل إلى الأصفر، مع أننا جميعا ننظر إلى نفس اللون ولكن كل واحد منا تختلف درجة اللون التي يراها حسب درجة تحفيز مستقبلات اللون وحسب كم الإشارات التي تصل الى المخ ودرجة تحليل المخ لتلك الإشارات.
ويمكن لشخص أن يرى لونًا ما لون آخر كمن يرى الأحمر أخضرًا، أو كمن يرى الأخضر والأزرق نفس اللون. وهذا ما يسمى (عمى الألوان).
وذلك يحدث نتيجة فقد في أحد المستقبلات الخاصة بهذا اللون وراثيًا أو نتيجه لبعض الأمراض التي تصيب العين. وأيضا يمكن للإنسان أن لا يرى لونا ما أو أن يراه لونا آخر طوال حياته إذا حدث خلل في المخ أدى إلى فقد الجزء الخاص بهذا اللون.
وبهذه الآلية يمكن للإنسان أن يميز كل ما حوله من ألوان مختلفة وأن يستمتع بكل ما خلق الله في أرضه وطبيعته.