الصاحبيه أم سليم الرمصياء صاحبة أكرم مهر فى التاريخ
في هذه المقالة سنتعرف على الصحابية الجليلة أم سليم بنت ملحان إحدى المبشرات بالجنة وصاحبة أكرم مهر في التاريخ.
الصحابية أم سليم بنت ملحان

نساء المسلمين
نستمر في موضوع الصحابيات الكريمات، حيث نبحث عن قدوة لنا وللمسلمات جميعاً، ونستمر في الحديث عن النساء اللواتي نرغب في أن يكونوا مثالاً لنا. وفي هذا اليوم، نتحدث عن صاحبة الهجرتين، والتي عاشت في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي أسماء بنت عبس رضي الله عنها.
وقد عرفت بلقب "أم سليم"، وكانت من المبشرات بالجنة. وتميزت بأنها قد هاجرت مرتين في سبيل الله، ولذلك فقد اشتُهرت بلقب "الرمصياء". وهي من النساء اللواتي حفرنَ أسمائهن بحروف من نور الإسلام والأخلاقيات، وتستحق بالتأكيد النظر إليها على أنها نساء خالدات عبر التاريخ.
ومن خلال الاستمرار في دراسة حياتها ومناقشة أفعالها، نأمل في أن نجد فيها القدوة التي نحتاجها في حياتنا اليومية، ونتعلم منها الصبر والإيمان والتضحية في سبيل الله.
نسبها
أم سليم بنت ملحان بن زيد بن حرام بن جندب الأنصارية، وتنتمي إلى قبيلة بني الخزرج العربية، وهي من إحدى القبائل العربية القديمة. كانت تسكن مدينة يثرب قبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت تعد من الأنصار، الذين قدموا المساعدة والدعم للمهاجرين الذين هاجروا من مكة إلى يثرب.
اسمها
تختلف الآراء حول اسم أم سليم، فقيل إنها عُرفت باسم سهلة، وقيل رميلة، ومليكة، وأثينه، والغميصاء، وبالرميصاء. ويُعتقد أن والدها هو ملحان بن خالد، وأمها هي مليكة أو إنيقة بنت مالك بن عدى بن عمرو بن مالك بن النجار. ولديها شقيقة اسمها أم عبد الله بنت ملحان، وشقيقان آخران هما حرام وسليم، اللذان شاركا في معارك بدر وأحد وبئر معونة وقتلا في سبيل الله. ولديها أيضًا شقيقة أخرى تسمى أم حرام، زوجة الصحابي عبادة بن صامت.
إسلامها
كانت أم سليم من العظيمات التي عرفتها التاريخ، حيث أنجبت أبناءً أصبحوا رموزًا في التاريخ الإسلامي. كانت تسكن في المدينة المنورة، وكان زوجها في رحلة إلى الشام عندما وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة. وعلى الرغم من أن زوجها كان من الصبا، إلا أنها اعتنقت الإسلام عندما جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وكانت تحاول إقناع زوجها بالاسلام، لكنه لم يقبل.
زواجها
في البداية، تزوجت أم سليم من مالك بن النضر الخزرجي، ولكنه رفض الإسلام، فقررت تركه وهي حامل بابنها أنس. وبعد ولادته ورعايته على الإسلام، جاء أحد أشراف المدينة يدعى أبو طلحة وطلب الزواج منها، وكان غير مسلم. ولكنها قد دعته مرارًا للاسلام حتى أقنعته، وجعلت مهرها هو الشهادة والإسلام. فعلا اعتنق أبو طلحة الإسلام، وبذلك أصبحت أم سليم صاحبة أكرم مهر في العالم.
علاقتها بالنبي صلى الله عليه وسلم
كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب عائلة أم سليم كثيرًا، وكان يزورهم ويدعو لهم دوما، كما كان يصلي النوافل في منزلهم. وكان يدعو الله دائمًا لأم سليم ولابنها أنس بن مالك "رضي الله عنه".
وقد تحققت دعوته صلى الله عليه وسلم، حيث صارت أم سليم من أكثر الأنصار ثراءً، وعاشت حتى رأت من ولدها أحفادًا يصل عددهم إلى 120 رجلًا، وهذا يدل على البركة التي كانت في حياتها. كما يقال أنها كانت تحتفظ بشعر من رأس النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان يفضل صلاة النوافل في منزلهم.
مواقفها
أم سليم، زوجة أبي طلحة، كانت من النساء العظيمات في التاريخ الإسلامي. وُلد لها ابن يدعى أبا عمير، وكان لديها طير يُدعى "النغير"، وفي إحدى المرات توفي الطير، ولما رأى النبي صلى الله عليه وسلم حزنها، مسح رأسها وأزال الحزن عنها.
ومن مواقفها الشهيرة، أنها أنجبت ابنها "أبو عمير"، وقد مات بعد مرض شديد، ولم يعلم والديه بوفاته. فطلبت أم سليم من أهل البيت عدم إخبار أبي طلحة بموته، وفي تلك الأثناء، استقبلته وتزينت لاستقباله، وعندما سألها عن ابنها، قالت: "هو أسكن ما يكون". وفي الصباح، أخبرته بوفاة ابنه، وغضب وشكاها إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فقال: "بارك الله لكما في ليتكما، وبعدها رزقا بمولد آخر اسماه بعبد الله".
وكانت أم سليم خادمة للنبي صلى الله عليه وسلم لمدة عشر سنوات، وكانت تخدمه بإخلاص ومحبة، ولم يقل لها قط "أف"، ولا تركت شيئًا من عملها دون إتمامه، ودوما كان ابنها "أنس بن مالك" بجوار النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتعلم منه، وبعد وفاة النبي، أصبح أنس بن مالك من أشهر الصحابة في رواية الحديث، وأم سليم أصبحت قدوة للنساء في الإسلام ومثالًا يحتذى به في الصبر والإخلاص والحب لله ورسوله.
أخلاقها
أم سليم هي امرأة عظيمة في التاريخ الإسلامي، حيث تميزت بالحكمة والصبر والايمان القوي والتقوى، وقوة العزيمة والصبر. وكانت تشتهر بأنها صاحبة أكرم مهر قدم انذاك، وذلك بعد أن أسلم زوجها أبو طلحة. وبشرها النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، وذلك وفقًا لحديث رواه البخاري عن جابر بن عبد الله، حيث رأى النبي في المنام أنه دخل الجنة ورأى فيها امرأة الرميصاء، وهي أم سليم، وأخبرها النبي بأنها من أهل الجنة.
وقد روت أم سليم العديد من الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من بين أولئك الذين رووا عنها أبناؤها، مثل أنس وعبد الله وزيد بن ثابت وأتبا السلمه بن عبد الرحمن. وكانت أم سليم قدوة للنساء المسلمات في الصبر والإخلاص والحب لله ورسوله، وعُرفت بقوتها وعزيمتها في مواجهة الصعاب، وهذا ما جعلها تُعتبر مثالًا يحتذى به في التاريخ الإسلامي.
وفاتها
توفيت أم سليم في عهد خلافة عثمان بن عفان، حوالي العام 650 ميلادي، أو العام 30 هجري. نسأل الله تعالى أن يرضى عنها ويرحمها، وأن يجعلها من أهل الجنة، وأن يرضى عنا جميعاً.