هل سبق لك وأنّ تساءلت عن سبب اختلاف الصور التي تشاهدها دائمًا ولماذا تكون بعض الصور ضبابية وبعض الصور تركز على شيء واحد فقط؟ وكيف يمكن التقاط المزيد من مساحة الموضوع في الصورة؟ وبالطبع كيف يمكن التقاط بعض الصور من على بعد كبير؟ ولماذا تكون بعض الصور أغمق من الأخرى؟ اذا استطعت الاجابة على هذه الأسئلة فسوف تستطيع تحديد العدسة المناسبة لكل صورة تنوي التقاطها.

ملحوظة: إذا واجهتك مشكلة في فهم بعض مصطلحات التصوير في هذه المقالة يُمكنك مراجعة هذا الموضوع مصطلحات يجب عليك معرفتها قبل تعلم التصوير.

أنواع عدسات الكاميرات الفوتوغرافية

أولاً: العدسات الواسعة

تتيح عدسة الكاميرا ذات الزاوية الواسعة للمصور تصوير صور فوتوغرافية بزاوية أوسع مما يجعله قادر على تضمين المزيد من التفاصيل في المشهد أكثر مما يمكن التقاطه باستخدام عدسة قياسية ثابتة مثل العدسة ذات البعد البؤري 50 ميلي.

فعادةً ما تكون عدسات الكاميرا ذات الزاوية الواسعة أقل في البعد البؤري من 50 ميلي.

إذا أردنا تقسيم العدسات على حسب البعد البؤري فيُمكننا القول أن العدسة ذات البعد البؤري 24 ميلي إلى 35 ميلي هي عدسات مُعتدلة أقل من ذلك فهي عدسات واسعة أما أكثر من ذلك فتصنف تحت عدسات الزووم أو التقريب البصري، وبالطبع يوجد العديد من العدسات التي توفر بعد بؤري يجمع ما بين الواسع والزوم والمعتدل.

يجب مراعاة فتحة العدسة أيضًا في العدسات الواسعة ففتحة العدسة كلما كانت أقل كلما سمحت بدخول ضوء أكثر للكاميرا ويشار إليها بالرمز F مثل F/2.8.

يوجد أيضًا عدسات زاوية واسعة للغاية، تسمى عدسات عين السمكة أو Fish Eye، والتي يمكن أن تُنتج تقريبا صورة بزاوية 180 درجة. ويُمكن أن تكون هذه العدسات ممتعة ولكنها تنتج صور دائرية بعض الشيء.

ثانيًا: العدسات القياسية أو الثابتة

هي في العادة العدسات ذات البعد البؤري 50 ميلي وهي ذات بعد بؤري ثابت ولا يُمكن لأي مصور محترف أو مبتدئ أو أيًا كان مستواه أن لايملك عدسة مثل هذه.

وتُعتبر العدسات الثابتة من أكثر العدسات شيوعًا لدى المصورين ومن أشهر العدسات الثابتة:

• عدسة 35 ميلي
• عدسة 50 ميلي وتعتبر أشهرهم
• عدسة 85 ميلي

وميزة هذه العدسات هي عزل الخلفية بصورة كبيرة لأنها تحتوي على فتحة عدسة واسعة ورخص ثمنها وصغر حجمها أيضًا، كما أنّ فتحة العدسة الواسعة تسمح بالتصوير في أماكن منخفضة الإضاءة بدون أية مشاكل.

ثالثًا: عدسات الزووم (التقريب البصري)

تُعتبر عدسات الزووم أو التقريب البصري العدسة المفضلة لدى العديد من المصورين لقدرتها على التقاط الصور من مسافات مختلفة، كما أنها مرنة أكثر في الأماكن التي تحتاج حركة كثيرة.

حيث تمنح عدسة الزووم المصور العديد من الخيارات خاصة إذا كنت لا تحمل أكثر من كاميرا معك فعدسة الزووم لا تقتصر على بعد بؤري واحد مثل العدسات الثابتة ولكنها تحتوي على عناصر متحركة في العدسة تسمح بنطاقات وخيارات متعددة.

وتتوفر عدسات الزووم بعدة أحجام وأطوال مختلفة ولكن الطول النموذجي لعدسة الزووم يكون من 35 ميلي إلى 70 ميلي ومن 80 ميلي إلى 200 ميلي.

ولكن أبرز عيوب هذا النوع من العدسات أن بعض أنواعها يكون مكلف للغاية وخاصة إذا كان حجم فتحة العدسة فيها أقل من F / 4.0.

كما لا يتم استخدام هذا النوع من العدسات في ظروف الإضاءة المنخفضة أو تصوير الحركة الليلي ما لم تكن ظروف الإذاءة جيدة جدًا أو في وضع النهار.

وتعتبر عدسات الزووم أو التقريب البصري الخيار الأمثل لبعض أنواع التصوير مثل تصوير الحياة البرية وتصوير القمر وغيرها من أنواع التصوير التي يجب على المصور فيها التواجد في مكان بعيد عن الجسم المراد تصويره.

رابعًا: العدسات المقربة (Telephoto)

العدسات المقربة أو عدسات ال Telephoto  لها طول بؤري أطول من العدسة العادية أو الثابة أي أكثر من 50 ميلي وكلما زاد طول عدسة الكاميرا المقربة كلما زاد التكبير الذي يمكنك الحصول عليه ويجعله أقرب ما يمكن من الموضوع المراد تصويره.

و تختلف هذه العدسات عن عدسات التكبير البصري أو الزووم في أنها عدسات ثابتة ولا يمكن أن توفر للمصور مجموعة من الأطوال.

وعادة ما تأتي هذه العدسات مع فتحة عدسة ضيقة، ويجب أنّ يتم اختيار هذا النوع من العدسات بعناية شديدة واستخدامها وقت الحاجة فقط لأنها تكون أثقل كما يجب تثبيتها بصورة جيدة قبل التقاط الصورة.

ويوصى دائمًا مصورين التصوير القيب باستخدام حامل ثلاثي القوائم أو monopod إذا كان البعد البؤري للعدسة أطول من 200 ميلي.

وتعتبر عدسات التيلي فوتو عدسات رائعة للغاية في التصوير الفوتوغرافي للألعاب الرياضية والحياة البرية والتصوير الجوي وأيضا تصوير التفاصيل الصغيرة والأشياء الدقيقة.