تاريخ

تعرف على طقوس الموت والجنائز في مختلف الثقافات

في هذه المقالة سنتعرف على طقوس الموت والجنائز في مختلف الثقافات

طقوس الموت والجنائز في مختلف الثقافات

محمود سامي
تعرف على طقوس الموت والجنائز في مختلف الثقافات

الجنائز

إن طقوس الموت والجنائز في جميع أنحاء العالم تعكس قيمة الوفاة عند مختلف الثقافات وكيفية تعاملها مع أجساد الموتى، والجنائز تختلف حسب اختلاف المعتقدات الدينية والروحانية والفكرية، وهذه بعض الأمثلة تثري معرفتنا حول الموضوع.

آسيا (الموت فرصة تحقيق السعادة)

لا تعتمد الثقافات الآسيوية على نفس الفكرة المنتشرة بين الثقافات الغربية المتمثلة في الإعتقاد بأن الحياة بعد الموت تجري في عالم آخر بعيدا عن عالم الأحياء، بل يعتقد معتنقوا الديانة البوذية التبتية (والتي تُمارس عبر معظم مناطق آسيا) أن الشخص الذي يُحتضر بحاجة إلى تعليمات تساعده على ما يسمونه الميتة الجيدة وإعادة البعث، والتي يقرؤها عليه أهله في لحظاته الأخيرة.

تدوم طقوس الجنازة لمدة 49 يوم حيث يهتف مشيعوا الجنازة بما يسمى بـ ”السوترات“ يوميا للمساعدة على توجيه روح الميت والتأكد بأنها ستحظى بفرصة كبيرة لتحقيق السعادة القادمة التي يطلق عليها اسم ”نيبانا Nibbana.“ ويقومون بعدها بحرق الجثة ويبدأ البحث بين الرماد عن مواد محترقة ملونة تسمى ”اللوتس“ كدليل على العمل الصالح الذي قام به الشخص خلال حياته.

روسيا (الموت والأجراس والخبز الأسود)

ترن الأجراس في الكنيسة الأرثوذكسية الروسية نوتة واحدة للتذكير بالذهاب للصلاة فيها، حيث تختلف الرنات حسب المناسبات، والرنة التي تخبر بوجود جنازة تكون من نوتة عالية إلى منخفضة. وتعقد الجنائز عامة في اليوم الثالث بعد وفاة شخص ما، حيث تجتمع العائلة والأقرباء لتناول عشاء خاص بالجنازة.

يُعتقد أن الروح تغادر الجسد في اليوم التاسع بعد الموت، فيعاد فيه عقد اجتماع وعشاء خاص في الكنيسة، أما بعد مضي 40 يوما فتنتقل الروح إلى العالم الآخر.

يجري التقليد في كل عشاء بوضع كأس من مشروب الفودكا مغطى بقطعة خبز أسود بجانب الجثمان، وهناك تقليد معكوس لهذا الأخير يقوم فيه الروس بكسر قطعة خبز أسود بدلا من وضعها على الكأس عندما يلتقون بشخص ما للمرة الأولى.

بالرغم من أن ترك جسد الميت بدون غطاء لمدة ثلاثة أيام الأولى هو تقليد معمول به إلا أنه أمر مكلف، لذا أصبح حرق الجسد شائعاً كحل أقل تكلفة.

اللاكوتا (كن حسن الخلُق)

اللاكوتا هي ثاني أكبر قبيلة من الهنود الحمر في الولايات المتحدة الأمريكية، يربي الآباء في هذه القبيلة أبناءهم على مقولة محتواها أن على الأخ أن يحسن معاملة أخاه لأنه يوما ما سيموت، وان الموت هو تكملة للحياة. لهذا فإن أفرادها لا يتعاملون مع حقيقة الموت بشعور الغضب أو الإنكار بل هم يؤمنون بأن كل البشر والحيوانات بعد أن تموت تدخل ”أرض الأرواح المحايدة Wanagi Makoce.“

على عكس غيرها تقوم القبيلة بدفن موتاها ولا تحرقهم، لأنها تعتقد بأن الروح لا تغادر الجسد بل تبقى فيه ولا يجب على الأحياء إزعاجها.

في السنة التي تلي موت أحدهم، يحب على عائلته أن تحسن التعامل مع بعضها، والتحلي بالصفات الفاضلة لأن هذا حسب اعتقادهم يعكس صفات الميت، وعند انتهاء المدة يعقد احتفال ديني خاص يسمى بـ ”Wanagi Yaha“ لغرض التذكير بالمدة التي أمضتها الروح في الجسد، وتقوم عائلة المتوفي بسرد قصص وفضائل قام بها في حياته، ويوزعون ممتلكاته على أشخاص وقفوا مع العائلة خاصة خلال السنة التي تلت الوفاة.

المكسيك (يوم الموتى)

كتب الشاعر المكسيكي Octavio Paz قائلا: ”الموت يغوي المكسيكيين.“ تحتفل المكسيك بيوم خاص بالموتى يوافق 2 نوفمبر من كل عام، يزور فيه الجميع المقابر ويضعون الورود على الشواهد كهدية للموتى، ويقومون بتبادل الهياكل العظمية والجماجم المصنوعة من السكر، وتزيد قيمة هذه التماثيل السكرية كلما زُينت بأسامي أصحابها.

حرق الموتى هي طريقة شائعة جداً في بعض مناطق المكسيك، لسهولة حفظ وحمل الرماد خاصة عند حصول أي اضطرابات أو خلافات سياسية أين تسرق خلالها القبور عادة، أما في مناطق المكسيك التي تمارس فيها الكاثوليكية كديانة أساسية يفضل أصحابها الدفن. تتمحور الجنائز حول جمع العائلة والاصدقاء، ويُشجّع الأطفال لأخذ مكان في كل جزء من طقوس الجنازة.


الجنائز طقوس الموت والجنائز الجنائز في الثقافات