السيرة الذاتية لكوكب الشرق أم كلثوم

من هي أم كلثوم، السيرة الذاتية لأم كلثوم، نبذة عن أم كلثوم، ما لاتعرفه عن أم كلثوم

نبذة عن أم كلثوم

أم كلثوم

لم تكن أم كلثوم مجرد مطربة، أو حتى مطربة عظيمة فحسب.. بل كانت ظاهرة.. ظاهرة حقيقية لم يأتي مثلها من قبل، ولن تتكرر من بعد.. المرأة التي لم تبهر العالم العربي فحسب بل أبهرت العالم كله، ودفعت صحفيين أجانب ومستشرقين وفنانين غربيين.. والحديث عن قيمة أم كلثوم الخرافية، وما حققته هذه الأسطورة الحية ربما يعد شيئًا خارقًا في التاريخ، وفي ذكرى رحيلها الحادي والأربعين، نرصد أبرز المعلومات التي قد لا يعرفها الجميع عنها والتي تم استقاؤها من الحوارات الصحفية والإذاعية التي أجريت معها، ومن الكتب التي ألفت عنها مثل كتاب: “لغز أم كلثوم” لرجاء النقاش، أو الموسوعة الشاملة عنها “أم كلثوم وعصر من الفن” لنعمات أحمد فؤاد.

نشأتها

ولدت فاطمة لأسرة متواضعة في قرية ريفية تسمى طماي الزهايرة، في مركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، في عهد الخديوية المصرية، كان والدها الشيخ إبراهيم إمام ومؤذن لمسجد في القرية، ووالدتها فاطمة المليجي تعمل كربة منزل، وبالرغم من الحالة المادية الصعبة للأسرة إلا أن والديها قاما بإلحاقها بكتاب القرية لتتعلم وتعلمت الغناء من والدها في سن صغيرة، فبرزت موهبتها المميزة، وعلمها أيضاً تلاوة القرآن، وذكرت أنها قد حفظته عن ظهر قلب. وذات مرة سمعت أباها يُعلم أخيها خالد الغناء، حيث كان يصطحبه ليغني معه في الاحتفالات، فعندما سمع ما تعلمته انبهر من قوة نبرتها، فطلب منها أن تنضم معه لدروس الغناء، وبدأت الغناء بسن الثانية عشر وذلك بعدما كان يصطحبها والدها إلى الحفلات لتغني معه.

أم كلثوم في سطور

كانت تعتبر القرآن الكريم هو أستاذها الأول لأنه علّمها الحفاظ على “سلامة مخارج الألفاظ”، ثم من بعده والدها الذي كان أول من اكتشف صوتها وآمن به، ثم الشيخ أبو العلا محمد والشاعر أحمد رامي والذي اعتبرته -على حد وصفها- صديق وأستاذ.

أقرب الشعراء القدامى إلى قلبها هو مهيار الدليمي والشريف الرضي، وكانا معاصران لبعضهما البعض حيث عاشا في القرن الخامس من الهجرة.

أقرب شعراء العصر الحديث إليها هو أحمد شوقي، وقد وصفته بأنه جمع أعظم ما في الشعر العربي من خصائص أصيلة.

كاتبها المفضل هو طه حسين، وتحب له كتاب “الأيام” وتقول أنها أمام قصائد شعرية مكتوبة بأسلوب نثري وتعتبره الكتاب الأقرب إلى قلبها وذوقها.

تحب فن الرسم وتميل إلى الكلاسيكية، وتكره المدارس السيريالية التي تصوّر الغموض أو تدعو إليه لأنها تحب الوضوح وترى أن الفن يجب أن يقول كلمته بشكل مشرق بعيدًا عن الالتواء والغموض، ويعجبها من الرسامين المصريين الفنان صلاح طاهر.

تعتبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو النموذج الأمثل للإنسانية والبطولة، وتراه التجسد الحقيقي لرفعة السلوك والضمير والإرادة، وأن كل ما فيه يعلمنا الإنسانية الحقيقة.

ترى أن “خديجة بنت خويلد” زوجة النبي هي من يجب أن يطلق عليها المرأة المثالية فقد جمعت من قوة الشخصية والوفاء والإيمان ما يؤهلها لذلك.

كانت تمتلك رباطة جأش قوية حيث تعرضت إحدى الطائرات التي كانت تركبها ذات مرة وهي في ليبيا إلى مطبات هوائية وكادت أن تقع وتتحطم ولكنها لزمت مكانها وظلت تتمتم ببعض الآيات القرآنية.

أول مرة تغني أمام أشخاص لم تكن تبلغ الخامسة من العمر حيث اصطحبها والدها الشيخ ابراهيم لإحياء حفل خاص عند منزل شيخ البلد وكانت رافضة الذهاب معه في البداية لكنه استمال عقلها بأن وعدها أن شيخ البلد سيعطيها طبق مهلبية كبير إن أتت معه.

في عام 1925 رفضت أن تغني من ألحان عبد الوهاب أغنية “غاير من اللي هواكي قبلي”، وربما كان هذا سبب العداء بينهما والذي ساعدت الصحافة في إشعاله وإزكاء جذوته.
قالت أنها كانت تظل تتدرب على اللحن مدة طويلة قد تصل إلى عام كامل حتى تشعر به ويدخل إلى روحها ويختلط بمشاعرها وأحاسيسها.

كانت ترتدي معطفًا طويلاً على فساتينها قبل الحفلات، لا تخلعه ولا تكشف عن الفستان إلا قبيل رفع الستار لبدء الحفل بدقائق.

حضرت إحدى حفلات عروض الأزياء واشتركت في إحدى فقرات الحفل وكسبت وكانت الجائزة بطانية لكنها قالت: “لأ عايزة عروسة” ورفضت استلام الجائزة حتى أتوا لها بالعروسة وبالفعل أخذتها وخرجت بها، وقتها خرجت جريدة الأهرام بتاريخ 9 / 4 / 1964 بمانشيت: ” أم كلثوم وحكاية عروسة”.

كان أول ظهور لها في السينما في فيلم وداد عام 1936، وهو أول فيلم لـ “ستوديو مصر” الذي أنشأه طلعت حرب، وقد كانت قد شاركت بالغناء قبله عام 1932 في فيلم أولاد الذوات.
وبعد وداد شاركت في: دنانير، عايدة، سلّامة، فاطمة.

اشتهرت بقول النكات وسرعة البديهة وطرافة الروح وإلقاء الدعابات المضحكة عندما يستدعي الموقف.. فمثلاً مرة كانت في حفل زفاف مع أحمد رامي وأراد أحد الحاضرين الغناء وهو صوته سيء، مما دفع أحمد رامي لإدارة ظهره له فقالت له ثومة: اتعدل يارامي لاحسن الغنا ييجي في ضهرك.

وأثناء تلحين أغنية “يامسهرني” والذي لحنها الشيخ سيد مكاوي والذي كان معروفًا عنه أنه كفيفًا، حيث قالت له أم كلثوم عن إمكانية تعديل جملة موسيقية معينة أو شيء من هذا القبيل فقال لها مكاوي: “أما أشوف” فقالت أم كلثوم: “كدا مش هتخلص أبدًا ياشيخ سيد” وكان لها جار سخيف دائمًا ما يفرض نفسه على ضيوفها ويضايقها ويعرف نفسه بأنها جار السيدة أم كلثوم ففي إحدى المرات قالت عنه السيدة: “أيوا فعلاً هو “جـَرثومة”.

ومرة كانت تداعب اسماعيل ياسين الفنان الكوميدي والذي كان معروفًا باتساع فمه حيث سألته عن وزن فأجاب: 78 كيلو. فقالت: “أكيد وزنت نفسك من غير بقك (فمك)” أطول أغنية لها كانت إنت عمري في حفلتها الأولى حيث استغرقت 133 دقيقة أي ما يزيد على الساعتين، واستغرقت مقدمتها الموسيقية نحو 14 دقيقة، واستغرق التصفيق وحده من عمر الأغنية نحو 15 دقيقة، وكان أطول فترة تصفيق لها بعد جملة: “هو اللي فاتنا ياحبيب الروح شوية” نحو 58 ثانية، وأرسلت لها منيرة المهدية بعد الأغنية برقية تقول فيها ” لو كنت أستطيع أن أسير على قدمي لسعيتُ إليكِ مهنئة، لكن روحي وقلبي يحوطانك في كل خطواتك يا درة الزمان….” وقد نشر في جريدة الجمهورية أن أم كلثوم بكت عند قراءتها هذه البرقية وذهبت لزيارة “المهدية” في عوامتها بالكيت كات.

اشتهرت بإمساكها بالمنديل وبررت ذلك تغلبًا على توترها عند مواجهة الجمهور حيث أعلنت في حديث تلفزيوني أنها تصاب بالقلق والخوف حتى في أوج نجوميتها عند لقاء الجمهور.

كانت ترتدي النظارة الشمسية باستمرار لإصابتها بمرض الغدة الدرقية الذي أدى إلى جحوظ عينيها، مما جعلها ترتدي النظارة الشمسية متعمدة عدم ظهورهما.

تردد زواجها بالصحفي مصطفى أمين في بداية حياتها، ثم بالملحن محمود الشريف وأخيرًا بالدكتور الحفناوي طبيبها المعالج رغم قصة الحب الشهيرة الأسطورية بينها وبين شاعرها أحمد رامي.

كانت تبدي رأيها في المطربين المعاصرين لها على الساحة وكانت أرائها حولهم متباينة، إلا أنها اعتبرت المطرب محمد قنديل هو المفضل لديها و وصفته بأنه “الصوت الجميل”.